-وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة 27]
(واتل) يا محمد (عليهم) على قومك (نبأ) خبر (ابني آدم) هابيل وقابيل (بالحق) متعلق بـ اتل (إذ قربا قربانا) إلى الله وهو كبش لهابيل وزرع لقابيل (فتقبل من أحدهما) وهو هابيل بأن نزلت نار من السماء فأكلت قربانه (ولم يتقبل من الآخر) وهو قابيل فغضب وأضمر الحسد في نفسه إلى أن حج آدم (قال) له (لأقتلنك) قال: لم ؟ قال: لتقبل قربانك دوني (قال إنما يتقبل الله من المتقين)
2-لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [المائدة 28]
(لئن) لام القسم (بسطت) مددت (إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يَدِيَ إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين) في قتلك
3-إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ [المائدة 29]
(إني أريد أن تبوء) ترجع (بإثمي) بإثم قتلي (وإثمك) الذي ارتكبته من قبل (فتكون من أصحاب النار) ولا أريد أن أبوء بإثمك إذا قتلتك فأكون منهم ، قال تعالى (وذلك جزاء الظالمين)
4-فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة 30]
(فطوعت) زينت (له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح) فصار (من الخاسرين) بقتله ولم يدر ما يصنع به لأنه أول ميت على وجه الأرض من بني آدم فحمله على ظهره
5-فَبَعَثَ اللّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ [المائدة 31]
(فبعث الله غرابا يبحث في الأرض) ينبش التراب بمنقاره وبرجليه ويثيره على غراب ميت حتى واراه (ليريه كيف يواري) يستر (سوأة) جيفة (أخيه قال يا ويلتى أعجزت) عن (أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين) على حمله وحفر له وواراه
6-مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ [المائدة 32]
(من أجل ذلك) الذي فعله قابيل (كتبنا على بني إسرائيل أنه) أي الشأن (من قتل نفسا بغير نفس) قتلها (أو) بغير (فساد) أتاه (في الأرض) من كفر أو زنا أو قطع طريق أو نحوه (فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها) بأن امتنع عن قتلها (فكأنما أحيا الناس جميعا) قال ابن عباس: مِنْ حيثُ انتهاكِ حرمتها وصونها (ولقد جاءتهم) أي بني إسرائيل (رسلنا بالبينات) المعجزات (ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون) مجاوزون الحد بالكفر والقتل وغير ذلك